٢٠‏/٠٢‏/٢٠٢٠، ١٠:٣٦ ص

النخالة:

المقاومة سترد مباشرة على أية عملية اغتيال وأي عدوان على غزة سيجد مقاومة غير مسبوقة

 المقاومة سترد مباشرة على أية عملية اغتيال وأي عدوان على غزة سيجد مقاومة غير مسبوقة

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الأربعاء، أنهم لن يستطيعوا تمرير "صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية دون محاولات إنهاء المقاومة وتطويع الشعب الفلسطيني، متوقعاً أن تتحول المعركة من سياسية إلى عسكرية في أي لحظة.

وشدد على أن سياسة الاغتيالات لن تجعل الشعب الفلسطيني يتنازل عن حقوقه، ولن تجعل المقاومة تنكسر، وسترد على أية عملية اغتيال في وقتها، وأن أي عدوان على شعبنا في قطاع غزة، سيجد مقاومة لم يعهدها من قبل.

جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها النخالة، في مؤتمرٍ وطني أقامته حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة، بعنوان “فلسطين لا تقبل القسمة ولا التجزئة”، بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة.

وقال النخالة: “تهديدات قادة العدو لن تخيفنا ولن ترعبنا ولن تجعلنا نقبل بما قررتموه، وبما سمّي بصفقة القرن، ولن تجعلنا نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي القدس.”

وقد دعا، إلى ضرورة رفع الصوت عالياً والتحرك بلا كلل أو ملل لحماية القدس والقضية الفلسطينية من التصفية، مشدداً على أن شعبنا ما زال يؤمن بأن فلسطين هي حقنا في هذه الحياة، وما زالت القدس هي قبلتنا للجهاد.

وطالب قوى المقاومة جميعاً أن تجمع صفوفها وتعيد حساباتها للتوحد من جديد، لافتاً إلى أن القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للكيان الغاصب لم يكن مفاجئًا، كون أن أمريكا هي راعية المشروع الصهيوني منذ نشأته، وهي شريكة حقيقية لهذا المشروع، والذي هو في الواقع رأس حربة المشروع الغربي في منطقتنا.

وانتقد النخالة، سياسة استمرار التنسيق الأمني قائلاً: كيف نطالب الآخرين بمقاطعة إسرائيل، ونحن نجلس في أحضانها، وننسق معها، وكتبنا نظريات، ووضعنا أسسًا، وقلنا الحياة مفاوضات؟!”.

وحاء في كلمته: 

هذا زمن فلسطين…

هذا زمن القدس…

هذا زمن المجاهدين الذين يحملون السلاح دفاعًا عن الأرض وعن المقدسات…

هذا زمن المقاومة التي تقف الآن متأهبة، لصد أي عدوان، يتحضر له العدو، على غزة القلعة التي ترفع راية عزنا وفخرنا…

هذا زمن شعب فلسطين البطل المقاوم الذي يقف خلف مقاومته مؤيدًا وداعمًا…

إنهم الآن لا يستطيعون تمرير صفقة القرن، وتصفية القضية الفلسطينية، دون أن يحاولوا إنهاء المقاومة، وتطويع الشعب الفلسطيني…

لذلك على المجاهدين أن لا تغفل لهم عين، وعليهم أن لا يأمنوا مكر العدو.

فالمعركة الآن في أوجها سياسيًّا، ومن المتوقع أن تصبح عسكرية في أية لحظة.

وعلينا أن نرفع الصوت عاليًا، وأن نتحرك بلا ملل ولا كلل، لنحمي القدس، ونحمي قضيتنا من التصفية. فكل كلمة مهمة، وكل فعل مهم، مهما كان متواضعًا، سيكون له أثر. فلا تستهينوا بقدراتكم؛ مهما علا الباطل، فنحن أصحاب الحق، ومهما علا الباطل، فنحن أصحاب الأرض.

“ولا تهنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.

ولكن يبقى الأسوأ، وعلى مسمع العالم، أن يطلق العرب على القرار الأمريكي، وعلى الغطرسة الأمريكية، بأنهم يرحبون بالدور الأمريكي، ولكن اسمحوا للفلسطينيين بالكلام! وعلى الشعب الفلسطيني أن لا يضيع هذه الفرصة!

يا للعار، يعتبرون معارضتنا لضياع فلسطين، وضياع القدس، فرصة يجب أن نستفيد منها حتى لا نموت!

الضعفاء يبررون الهزيمة، والأقوياء يواجهونها. على هؤلاء جميعًا، يهودًا وعربًا وأمريكان، أن يدركوا أن شعبنا ما زال يؤمن بأن فلسطين هي حقنا في هذه الحياة، وما زالت القدس هي قبلتنا للجهاد… حتى لو دارت الأرض عكس دورانها، وحتى لو طلعت الشمس من مغربها…

أي فلسطيني هذا الذي سيبيع دينه بسنوات إضافية من حياة المهانة؟!

وأي عربي وأي مسلم هذا الذي سيعلن أن فلسطين أصبحت إسرائيل، وأن القدس أصبحت أورشليم؟!

هذا التحدي الذي أمامنا لا يكسره إلا القرآن الذي نردد فيه: “يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال”.

هذا هو واجبنا اليوم، أن نحرض على القتال، والقتال فقط، عندما لا يوجد لنا خيار آخر.

ولنذهب إلى القتال كما نذهب إلى الصلاة، وكلاهما التقاء للروح بخالقها، وليفعل الله بعد ذلك بنا ما يشاء…

فالقتلة والمجرمون لا يمكن مواجهتهم بأغصان الزيتون، وهم يحملون البنادق. فمهما كانت المبررات، ومهما كانت موازين القوى مختلفة، علينا أن ننظر لما نملكه نحن، من روح مقاتلة، ومن روح لا تقبل الذل، ولا تقبل المهانة… وثقوا بأننا نستطيع في هذه الحالة أن نحول ضعفنا إلى قوة، مهما علا شأن القتلة، ومهما علا شأن حماتهم…

الذين يقرأون التاريخ يعرفون أن القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبإعلان أن لا حقوق للشعب الفلسطيني في فلسطين لم يكن مفاجئًا؛ فأمريكا هي راعية المشروع الصهيوني منذ نشأته، وهي شريكة حقيقية لهذا المشروع، والذي هو في الواقع رأس حربة المشروع الغربي في منطقتنا. ولذلك لم يكن غريبًا أن تدفع أمريكا بكل ثقلها من أجل إلغاء كل القوانين الدولية، والبدء بإعلان صفقة القرن التي تنهي حقوقنا التاريخية والدينية في فلسطين، وتحولها إلى إسرائيل، بعد أن عملت لعقود طويلة على ترويض العقل الفلسطيني والعربي والإسلامي للوصول إلى هذا الهدف.

فماذا نتوقع نحن أصحاب الحق، بعد أن أقدمنا على ما أقدمنا عليه من اتفاقيات مع العدو، وما قيل عنه سلام، وتبين لاحقًا أنه أخطر من الحرب؟!

لقد حولتنا هذه الاتفاقيات الملعونة إلى مرتزقة يخدمون في أجهزة حماية الاحتلال، وحماية المستوطنين. حيث أصبحت الضفة الغربية بكاملها مستوطنة كبرى.

فماذا جنينا من أوسلو إلا الذل والعار والبكاء على الوهم؟!

قدمنا تاريخنا وأبناءنا أضاحي على مذبح السلام الوهم، ولم نجنِ إلا الخيبة التي تمثلت بصفقة القرن.

نحن الآن نواجه الحقائق كما هي؛ كانت هناك أوهام لدى البعض الفلسطيني أن بإمكانه عقد السلام مع العدو، وغاب عن الذين قادوا هذا المشروع أن هذا العدو قام على نفينا، وأن المشروع الصهيوني قام على فكرة أن الضفة الغربية، بما فيها القدس، هي يهودا والسامرة، وأنها قلب إسرائيل.

الآن أوصلونا للحقيقة التي عملوا عليها طوال الوقت؛ هذه الأرض هي لإسرائيل، هم اليوم في هذه الصفقة يعالجون فقط موضوع السكان، وأين يذهبون بهم؟! ووجدوا الحل بأن يضعوهم في معازل للاستفادة منهم كأيدٍ عاملة في خدمة إسرائيل.

فمن كان من الذين رفعوا راية السلام مع العدو يتوقع أكثر من ذلك؟!

إنهم جميعًا كانوا يعرفون الحقيقة، ولكنهم خشوا الفضيحة، واستمروا في بيع الأوهام… وللأسف ما زالت الأوهام تقود خطى الواهمين، ويركضون في كل الاتجاهات، كالذبيحة التي تهرب في باحة المسلخ. ولا يريدون أن يعودوا إلى صفوف الشعب الفلسطيني الذي قاوم على مدار الوقت، والذي لديه الاستعداد للمقاومة، والذي لن يتنازل عن حقوقه.

لا يريدون التراجع، ولا يريدون المراجعة، ولا يريدون إلا أن يكون الشعب الفلسطيني مثلهم، وما زالوا يطلقون على سلوكهم لقب “المشروع الوطني الفلسطيني”.

عندما تنازلوا عن 78% من فلسطين أسموه المشروع الوطني الفلسطيني، وعندما قبلوا بأن يعملوا على مدار أكثر من ربع قرن كحماة للمستوطنات، أسموه مشروعًا وطنيًّا.

والآن ما هو المشروع الوطني يا سادة؟

لقد بدأنا بشعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وانتهينا بلا شيء، بلا وطن، بلا هوية…

نحن الآن كقوى مقاومة، كل ما نطالب به أن نتوقف قليلاً، ونجمع صفوفنا، ونعيد حساباتنا، لنتوحد من جديد، ونعود جميعًا للبدايات.

وليكن واضحًا أمامنا أن مهرجان صفقة القرن الذي عقد في واشنطن انتهى، ولم يكن فيه فلسطيني واحد كما كان في مهرجان اتفاقية أوسلو… فهل لنا أن نعود لبعضنا على قاعدة أن المعركة الآن هي إما نحن، أو هم، في هذه الأرض المباركة؟

وإن كان بإمكاننا وباستطاعتنا الصمود طوال العقود الماضية، فإن باستطاعتنا أن نصمد أكثر، وسيشهد التاريخ أنهم كانوا أول من ينكسر. ولنستمر في طريق المقاومة، فلم يتركوا لنا خيارًا آخر.

ولا يمكننا الاستمرار باتهام الآخرين ولومهم، لنهرب من واجباتنا ومسؤولياتنا! وكيف نطالب الآخرين بمقاطعة إسرائيل، ونحن نجلس في أحضانها، وننسق معها، وكتبنا نظريات، ووضعنا أسسًا، وقلنا الحياة مفاوضات؟!

فلنتوقف قليلاً، ولنحاسب أنفسنا، فنحن الذين اخترقنا الجدار، وأصبح “ما يقبل به الفلسطينيون نقبل به” هو شعار المرحلة، وشعار كل الذين يريدون أن يُغطوا ضعفهم…

لماذا نلوم الآخرين، ونحن متورطون ومتعاونون، ونتباهى بذلك في كل المحافل؟!

الإخوة والأخوات… يا شعبنا العظيم…

إن تهديدات قادة العدو التي نسمعها صباح مساء؛ مرةً بالاغتيالات، ومرةً بتدمير غزة… لن تخيفنا، ولن ترعبنا، ولن تجعلنا نقبل بما قررتموه، وبما سمّي بصفقة القرن، ولن تجعلنا نتخلى عن حقوقنا التاريخية في فلسطين وفي القدس.

فلا مكان لكم في بلادنا، مهما امتلكتم من قوة، ومهما تلقيتم من الدعم والتأييد.

وعلى العدو أن يدرك أن سياسة الاغتيالات لن تجعل شعبنا يتنازل عن حقوقه، ولن تجعل المقاومة تنكسر، وسترد على أية عملية اغتيال في وقتها. وأن أي عدوان على شعبنا في قطاع غزة، سيجد مقاومة لم يعهدها من قبل. /انتهى/ 

المصدر: قناة فلسطين اليوم

رمز الخبر 1902229

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha